بعد أن حصل طلاب الجامعة الألمانية على حقهم المشروع في إنشاء اتحاد طلبة و ذلك بعد ثورة 25 يناير, يتساءل الكثير من الطلبة, أين هذا الاتحاد؟ و ماذا قدم الاتحاد من خدمات لطلاب الجامعة؟
من المتعارف عليه أن هدف اتحاد الطلبة الأول و الرئيسي كان إنشاء دستور جديد, أو قواعد حاكمة للحياة الطُلابية في الجامعة, و كان الشغل الشاغل لهذا الاتحاد المُنتخب طوال الصيف هو وضع هذا الدستور بما يتفق مع مصالح الطلبة ولا يتعارض مع مصالح الجامعة. و لكن قامت مؤخرًا حملة يقودها أعضاء هذا الاتحاد لمقاطعة الانتخابات الجديدة و القيام بإضراب في الجامعة, فماذا حدث؟
بعد أن قام الاتحاد بإنشاء الدستور و تقديمه للجامعة, و تم تقديم طلب الاستفتاء عليه, فوجئ أعضاء الاتحاد بإدارة الجامعة – على لسان ليلى مهران نائبة رئيس الجامعة لشئون الطلبة - تبلغهم بان صلاحيتهم كاتحاد مُنتخب قد انتهت, و أن طلب الاستفتاء على الدستور قد رُفض بدون إبداء أي أسباب واضحة و تم الإعلان عن بدء الترشح للإنتخابات الجديدة. و باعتبار أن مدة الاتحاد الحالي تنتهي بيوم 20 نوفمبر الجاري, فقد رفض الاتحاد المُثول لأمر الجامعة و أعلن عن 4 مطالب غير قابلة للتفاوض و هي إلغاء الترشح ل هذه الانتخابات, قبول الاستفتاء على الدستور, نشر الدستور و سياسة الجامعة (policy) و تسجيل أي مفاوضات أو اجتماعات مستقبلية بين الطلبة و إدارة الجامعة. كما اعلنوا انه في حالة عدم الاستجابة لهذه المطالب فسيتم الإعلان عن إضراب داخل الجامعة.
أما بالنسبة لإدارة الجامعة, فقد أعلنت بدء الترشح لانتخابات اتحاد الطلبة الجديد بداعي إعطاء الفرصة للمستجدين لاختيار من يمثلهم, كما قدمت الشكر للاتحاد السابق و أعلنت انه اصبح منتهي الصلاحية لان أعضاءه اصبحوا لا يمثلون سنواتهم الدراسية التي ترشحوا عنها, مما يعطيها الحق في سحب صلاحيات الاتحاد قبل انتهاء مدته.
و كان رد الإتحاد و رئيسه على الجامعة – طبقا لصلاحياته – هو الاستقالة من رئاسة الإتحاد بعد تعيينه معيدا في الجامعة, و تم إجراء إنتخابات داخلية لاختيار رئيس و نائب جديد للإتحاد لقطع طريق الحجج الباطلة التي تتبعها الجامعة. و تم التنسيق بين الإتحاد الجديد و حركة ثوار الجامعة الألمانية – وليد من رحم الثورة – ليقودوا الإضراب المنتظر.
و بهذا, تبدو بوادر أزمة قادمة بين إدارة الجامعة و الاتحاد, بالذات في حالة انتخاب اتحاد طلبة جديد, حيث ستكون هناك مواجهة بين اتحاد يكتسب شرعيته من الانتخابات الجديدة التي تدعمها إدارة الجامعة, و اتحاد يرى انه احق بالبقاء لتنفيذ المهمة التي انتُخب من اجلها و يدعمه من أجلها العديد من الطلبة الطامحين في الحصول على كامل حقوقهم الطلابية و نيل مطالبهم المشروعة في ظل نظام طلابي محترم, كما أنضم إليهم العديد من اﻷُسر – بجانب حركة ثوار الجامعة الألمانية - داخل الجامعة أفراداً و تنظيماً مثل بداية و منظمة التعاون الاسلامي (MOIC) و BigBuddy و بعض الحركات الاشتراكية و السلفية داخل الجامعة.
هذا, و قد اجتمع طلاب الجامعة اﻷلمانية على مطلب واحد فقط, ألا و هو تحرير إتحاد الطلبة الذي يمثلهم من سطوة الجامعة, و إحباط جميع محاولات فرض السيطرة على الحركات الطلابية, و الله المُوفق و المستعان.
No comments:
Post a Comment